Monday, September 12, 2011

الحضن الدافئ أرخص دواء لقلق طفلك


اكد الدكتور مجدي بدران استشاري الاطفال وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، أن الأمومة غريزة أقوي من غريزة الحب نفسه. وذلك لأن لها كمياء خاصة وتبدأ تغلغلها في جسم الأم مع بداية الحمل.
فالجنين الذي يشعر بالحب في بطن أمه ينمو ويكبر بشكل طبيعي والمحروم منه تغمره ما يسميه بكيمياء الغضب من الام فيقل نموه ولربما مات في المهد، أما الاهمال العاطفي من جانب الأم لطفلها يسبب التخلف العقلي والتأخر الدراسي وسوء التغذية وقصر القامة والسلوكيات العدوانية.
وأوضح بدران أن ضربات قلب الأم تمثل إيقاعات طبيعية حالمة يستمتع بها الجنين طوال فترة الحمل وتعد هذه الضربات أساس استمراره في الحياة ولو توقفت لثوان لتهددت حياته. مؤكداً أن توفير الجو الهادئ للأم الحامل هام للجنين وعند بدء خروج الطفل من رحمها يصطدم الوليد بعالم غريب ينذره بفقدان حرارة الاتصاق بالأم فيصرخ رافضاً العالم الجديد وهذا ما يبرر صراخ حديثي الولادة.
كما أشار إلى أن وضع الوليد بسرعة على صدر أمه فور اتمام عملية الولادة يتأكد أنه مازال حياً والدليل سماعة ضربات قلب الأم التي يحفظها ويستطيع أن يميزها بمهارة كبصمة خاصة للحياة وأنه عاد ليستمتع بدفء الالتصاق بها من جديد. وكلما التصق بأمه يتأكد أنه مازال حياً فيقبل على الحياة.
وأضاف بدران أن الرضاعة الطبيعية هى أسمى أنواع الحب الذي يوهب الحياة وأن هناك علاقة سامية بين الأم وإبنائها وأن إشباع حاجة الأطفال من الحب يساعدهم على أن يشبوا أفراداً أسوياء. موضحاً أن الكثير من الأبحاث العلمية أكدت أهمية احتضان المولود بعد ولادته مباشرة، حيث يكسبه حضن الأم الدافيء مظلة من الهدوء والطمأنينة تمتد لسنتين.
وأكد بدران أن الأمومة النفسية تؤدي إلى افراز هرمون "الاوكسيتوسين" المعروف باسم هرمون العناق وهو الذي يدفع الإنسان ليحتضن من يحب ويساعد في إدرار اللبن من ثدي الأم ويساعد الناس على تنمية المشاعر والحب والعطف على الاخرين.
ويري الدكتور مجدي أن الحضن الدافيء هو أرخص علاج لعلاج قلق الأطفال ويساعد المواليد على النمو والحياة ويزيد من ذكاء الأطفال فالأهمال والكبت العاطفي للأطفال يسبب لهم التوتر ويزيد من معدلات إصابتهم بالأزمات التنفسية فهناك 16% من المراهقين المصابين بحساسية الشعب الهوائية يعانون من التوتر أو الاكتئاب مقارنة بـ9% من المراهقين الطبيعيين.

No comments:

Post a Comment