Monday, September 12, 2011

التشنجات الحرارية.. كي لا تمري بتجربة مرعبة مع طفلك


التشنجات الحرارية.. كي لا تمري بتجربة مرعبة مع طفلك

د. محمد رشاد


يعتبر موضوع التشنج الحراري من المواضيع التي تهمّ الأمهات كثيراً، وأحد أكثر الحالات التي نشاهدها في أقسام الطوارئ، ودائماً تفاجئ الأم بأن طفلها يتشنج وبشكل مفاجئ، ويدخل بمرحلة مرعبة تثير الارتباك والخوف بين الأهل، وبالتالي لا تمتلك الأم عندئذ القدرة على التصرف بشكل جيد.

والتشنج الحراري موضوع شائك ومتكرر ومهم، ويرافق بعض الأطفال بين سن الـ 6 أشهر، ولغاية الـ 6 سنوات. حيث يعتبر هذا العمر الأكثر عرضة للإصابة بالتشنجات الحرارية. والتي ترتبط بشكل مباشر مع ارتفاع درجة الحرارة.

كيف يدخل الطفل في هذه الحالة؟

يدخل بعض الأطفال لحالة التشنجات الحرارية، إذا بدأت حرارتهم بالارتفاع إلى ما فوق (38) أو (39) درجة مئوية. حيث يصاب برعشة، وتشنّج. وعادة ما تكون ناتجة عن التهاب أو فيروس أصيب بها الطفل قبل ذلك.

فقدان وعي وحركات عصبية:

لا يحدث التشنج الحراري بشكل مفاجئ، إذ عادة ما تكون هناك أعراض أخرى قبل ذلك. كالإصابة بفيروس ما، زكام، عطاس، إصابة أحد أفراد الأسرة بمرض التهابي. وعادة ما تبدأ بكحة خفيفة.. تتطور إلى ارتفاع درجة الحرارة.

هناك أنوع كثيرة من التشنجات الحرارية، تختلف من مرض لآخر، وغالباً ما تترافق التشجنات الحرارية التقليدي بحركات عصبية، يقوم خلالها الطفل بثني ومد الأطراف الأربعة بشكل متكرر وسريع، كما تخرج إفرازات من الفم، وترتفع العينين للأعلى، ويغيب الطفل عن الوعي، أو يقل مستوى الوعي لديه لدرجة متدنية خلال هذه الفترة، وقد تستمر هذه الحالة 10 – 15 دقيقة تقريباً.

لا تفزعي:

عادة ما تصاب الأم بحالة من الرعب الكبير، خلال رؤيتها لطفلها وهو في هذه الحالة المثيرة. وهذا الرعب يصاحبه ارتباك وخوف. قد يؤثر سلبياً على الأمر.

وأهم نصيحة نقدمها للأم خلال هذه الحالة، هي أن تكون أكثر هدوءاً، ويجب عليها قبل كل شيء، أن تحافظ على مجرى التنفس لدى الطفل، وتحاول أن تضع ابنها على جانبه الأيسر، مع إمالة الرأس قليلاً. وتحاول أن لا تسمح للإفرازات النازلة في الفم أن تدخل في مجرى التنفس لدى الطفل، لأن ذلك يزيد من سوء حالته، وقد يؤدي به إلى الاختناق، خاصة وأن الطفل لا يكون في وعيه الكامل خلال هذه الدقائق العصيبة. إذ أن اللعاب يكون خلال هذه الفترة كثيفاً ومسترسلاً في النزول.

كما يجب أن تعمل الأم على عدم السماح لطفلها بعضّ لسانه. ومن أجل ذلك، يمكن أن تضع أي شيء معقّم في فم الطفل.

مخيف ولكنه غير خطير:

بعد هذه الإجراءات الاحترازية، على الأم أن تعمل قدر استطاعتها على تخفيض درجة حرارة طفلها إلى الحدود الممكنة، قبل نقله إلى المستشفى. وخلال نقله للمستشفى، يجب أن يكون مع الأم فوطة مبلولة بالماء، من أجل تخفيف حرارة الطفل، وإخراجه من حالة التشنج.

على أن الغالبية من التشنجات الحرارية تكون تقليدية، وتتراوح بين 10 إلى 15 دقيقة كمدة لانتهائها، وتنتهي عادة دون تدخّل طبي. ولكن هذا لا يعطي الأم حق عدم الاهتمام بطفلها، وعدم مساعدته على خفض الحرارة والمحافظة على مجرى التنفس سليماً، وعلى نقله إلى المشفى بأسرع وقت ممكن. إذ إن بعض التشنجات تكون غير تقليدية.

وفي الفقرة الثانية من التقرير، سنتطرق للأنواع غير التقليدية، ولعلاج هذه الحالة، ولبعض الأمور المرافقة. ولكن قبل كل شيء، يجب أن تركّز الأم على رباطة جأشها، وهدوءها، وقدرتها على التعامل مع الحالة بوعي وذكاء.


كيف أتجنب إصابة ابني بالتشنجات الحرارية:

تتشكل خبرة تراكمية لدى الأم حول طفلها الذي أصيب في السابق بنوبة من التشنجات الحرارية، وستعلم الأم أن ابنها لديه قابلية للإصابة مجدداً بذلك. لذلك عليها أن تستمر في مراقبته عن قرب، خاصة إذا أصيب بالتهاب أو مرض. وكما أسلفنا، فإن الإصابة الفيروسية والالتهابات تزيد من إمكانية إصابة الطفل بالتشنجات الحرارية. ففي حالة حدوث المرض، يجب أن تراقب الأم وضع طفلها، وتأخذه إلى الطبيب فوراً، كي يعطيه الأدوية الخاصة التي يمكن أن تجنبه الحرارة المرتفعة، وتساعد في شفاءه، ويمكن إعطاءه خافضات الحرارة حال ملاحظة ارتفاع الحرارة.

ويجب على الأم أن لا تنساق وراء إعطاء طفلها دواء دون وصفة طبية، مثلما يفعل الكثيرون، بل يجب أن يتم إعطاءه الدواء تحت إشراف طبي، لتنجب حدوث أي مضاعفات.

ولكن يمكن إعطاء الطفل أدوية خافضة الحرارة، كالتحاميل والشراب وغيرها، والتي تساعد بخفض حرارة الطفل بصورة سريعة.

وعلى العموم، يجب على الأم أن تحاول قدر المستطاع، أن لا تزيد درجة حرارة طفلها عن 38،5 درجة مئوية، ولأجل معرفة ذلك، ينصح أن تحافظ الأم على وجود ميزان قياس درجة الحرارة في المنزل، لمراقبة الطفل.

كيف تخفض الأم درجات الحرارة دون الطبيب:

بالإضافة للنصائح السابقة، يمكن للأم استخدام الكمادات بشكل دائم، مع عدم استخدام مغاطس الماء التي تستخدمها بعض الأمهات، ظنّاً أن الحرارة تنخفض بسهولة في هذه الحالة. فالحرارة التي ارتفعت تدريجياً، يجب أن تهبط تدريجياً، كي لا تحدث ردات فعل سلبية في جسم الطفل. كالإضرار بدورته الدموية، التي تتحول لون أطرافه خلالها إلى اللون الأزرق.

وبدلاً عن ذلك، يجب وضع كمادات بصورة مستمرة على الطبهة، وعند الأطراف، والقدمين، والبطن، باستخدام ماء بارد ولكن ليس مثلّج.

كما ننصح الأمهات أن تذهب بطفلها إلى أقرب مركز طوارئ. ورغم أنه في الغالب تنتهي نوبة الطفل قبل أو مع وصوله إلى المشفى، إلا أنه من الأسلم الذهاب به للمشفى، خوفاً من حدوث مضاعفات، وخوفاً من حدوث تشنجات غير تقليدية لدى الطفل.

الفرق بين التشنجات:

هناك فروق واضحة نمايز بها بين التشنجات الحرارية التقليدية، وغير التقليدية، مثلاً، تستمر التشنجات التقليدية فترة 10 – 15 دقيقة كحد أعلى، أما التشنجات غير التقليدية، فتستمر من 20 – 30 دقيقة، وربما استمرت أكثر من نصف ساعة. كما أن التشنجات التقليدية تحدث مرة واحدة في اليوم، أما غير التقليدية فيمكن أن تصيب الطفل لثلاث أو أربع مرات في اليوم.

كما أن التشنجات غير التقليدية، قد ترافقها أعراض أخرى غير الأعراض التي ذكرناها في الأشكال التقليدية لها.

والأطباء يتعاملون مع التشنجات غير التقليدية بطرق أكثر قوة من غيرها، كأن يعطى أدوية ذات مفعول قوي وسريع لوقف التشّنج. مع إجراء اختبارات لتحديد نوع هذه التشنجات.

ويمكن أن تكون هذه التشنجات ذات منشأ نفسي أو عصبي، فدراسة الحالية الصحية للعائلة قد تفيد في تشخيص المرض. إذ قد يكون الطفل مصاباً بنوع من أنواع الصرع، أو مرض وراثي أو غيرها.

مصاب لأول مرّة:

عند إصابة الطفل لأول مرة بالتشنج الحراري، يجب على الأم الذهاب به لأقرب مستشفى، ويجب أن يخضع هناك للتنويم فترة 24 ساعة مع المراقبة المستمرة، لتشخيص حالته جيداً، وتحديد سبب التشنّج.

وبحال ثبت أن هذا التشنّج حراري، فيجب على الأم أن تستعد لمواجهة هذه الحالة بشكل مستمر، طالما أن ابنها دون سن السادسة من العمر.

وعليها عند ذلك مراقبة طفلها بشكل مستمر، وخاصة خلال الليل، لأن الطفل عادة لا يكون تحت المراقبة، ولا يمكن ملاحظة ارتفاع درجة حرارته، لذلك يجب أن تحاول الأم تفقّد طفلها خلال الليل، خاصة إذا كان مصاباً بأي نوع من أنواع الالتهابات الفيروسية أو غيرها. التي تسبب ارتفاع درجة الحرارة. والأهم هو أن تحافظ على رباطة جأشها في كل مرة تواجه فيه مثل هذه التجربة الصعبة على الجميع.

ويجب معالجة الطفل من الإلتهابات التي تصيبه، وانتظام أخذ الدواء، من أجل الشفاء من أي مرض مصاب به.

No comments:

Post a Comment