Monday, September 12, 2011

عندما يصدم الابوين بمعرفة وجود مرض لدى طفلهم


أحياناً يضع الطفل أبويه أو أسرته تحت الضغط في مراحل مختلفة من حياته، وخاصة إذا مرض، ومن أصعب المراحل أثناء المرض هي مرحلة التشخيص، وهي أول مرحلة للضغط ، فتجدهم يمرون خلال سلسلة متتابعة من ردود الأفعال، مثل الصدمة والإنكار، والحزن والخوف، والغضب، وأخيراً التأقلم أو إعادة الوزن.
فالكثير من الناس حينما يصدمون بخبر غير متوقع ( مثل معرفة الأبوين بوجود إعاقة أو مرض لدى أطفالهم ) يمرون بانفعالات مختلفة.

انفعالات الآباء
*الغضب
الإحساس بالغضب يمكن أن يكون موجه إلى أي شخص. فقد يكون الغضب موجه إلى الزوجة أو الزوج أو أحد الأقارب أو الفريق الطبي( الطبيب، الممرضة، الأخصائيين) الذي ساعد في تشخيص المرض أو قدم المعلومات عن حالة المريض.
• الألم والحزن
الإحساس بالألم يكون في العادة إما عن وقع خبر أو الحزن على ما حدث أو سوف يحدث. والحزن في العادة مرتبط بفقدان شيء عزيز أو مهم.
• الخوف
غالباً ما يخاف الناس من المجهول أكثر من خوفهم من المعلوم. فقد يخاف الآباء من أن تزداد حالة الطفل سوءاً أو من احتمال أن يرفض المجتمع الطفل، أو كأن يخافوا من ردة فعل الإخوة و الأخوات أو الأقارب.
وأحد صور الخوف هو مخافة ألاّ يحب الزوج أو الزوجة الطفل. كل هذه المخاوف تقريباً يمكن أن تؤدي إلى شلل في تفكير بعض الآباء.
• الشعور بالذنب
يظهر هذا الشعور على شكل لوم للنفس بأنها التي تسبب في حدوث المرض. فقد تقول الأم مثلاً: (( هذا بسبب عدم اهتمامي بنفسي خلال الحمل)). أو يقول الأب هذا بسبب ما فعلته ، أو بسبب إصابتي بالمرض الفلاني أو (( بسبب اخذي للعلاج الفلاني)).
• الشعور بالعجز
يحدث هذا الشعور لأن أكثر الآباء لديهم الشعور بالكفاءة والقدرة على مواجهة الظروف الصعبة ولا يشعرون بالعجز إلا إذا واجهتهم مشكلة ليس بمقدورهم حلّها، كأن يكون طفلهم معاقاً مثلاً، وعندما يشعر الشخص بالعجز يسهل عليه تقبل نصائح أراء الناس حتى وإن كانت خاطئة.
• خيبة الأمل
يحدث هذا الشعور عند حدوث شيء غير متوقع، فخلال الحمل الأم وزوجها لا يشغلهم إلا التفكير بالجنين هل هو ولد أم بنت؟ ولم يخطر على بالهم أن يكون مصاباً بمرض أو لديه إعاقة لا قدر الله.
• الفوضى والاضطراب في التفكير
يحدث هذا الشعور نتيجة لعدم الفهم الكامل لما يحدث أو سوف يحدث، فقد يظهر الاضطراب على شكل أرق أو عدم القدرة على اتخاذ القرارات. وفي العادة تبدو المعلومات مشوشة وغير مترابطة يصعب الخروج منها بنتيجة نهائية.
• الرفض
قد يظهر هذا الشعور في عدة أشكال، فقد يكون موجه نحو الفريق الطبي( كرفض الاستمرار في العلاج) أو نحو الزوج أو الزوجة ( مما قد يؤدي إلى مشاكل بينهما) أو قد يكون في بعض الحالات موجه نحو الطفل نفسه.

كيفية تجاوز المحنة
1- اذكر ربك: (( اعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك )) (( كلام عظيم قاله رسول الله صلى الله وعليه وآله وسلم ... ولا تنسى وأنت المحنة أن تذكر ربك وتسأله العون، فبقدرته أن يدفع عنك كل مكروه، فالجأ إلى ربك قبل الطبيب والصديق)).
2- خذ أن كل يوم على حدة: يمكن أن يشل الخوف من المستقبل تفكير الشخص، لذلك قد يكون من المستحسن على الأقل في البداية التفكير في كل يوم على حده، فلا نشغل أنفسنا مثلاً بكلمات مثل: ماذا سيحدث بعد ذلك؟
3- اجعل روتين يومك كالمعتاد: إذا ظهرت المشاكل ولا تعرف ماذا تفعل، حاول القيام بالأشياء التي تقوم بها روتينياً كل يوم . ويبدو أن إتباع هذه العادة تعيدك إلى حالتك المعتادة والسوية، وخاصة عندما تصبح الحياة مقلقة.
4- تجنب الشعور بالأسف: فالرثاء النفسي والإحساس بإشفاق الناس أو الأسف على ما حدث لطفلك تعد من أهم أسباب الإحساس بالعجز فالرثاء ليس هو الحل.
5- تذكر أن هذا طفلك : بغض النظر عن أي شيء آخر فهو طفلك، فقد يكون نموه يختلف عن نمو الأطفال الآخرين ولكن هذا لا يجعل ابنك أقل قيمة وأقل إنسانية، لذا أحب طفلك وتمتع به، فالطفل يأتي أولاً ثم تأتي حالة الإعاقة ثانياً.
6- اعتمد على مصادر إيجابية في حياتك : قد يكون إحدى هذه المصادر أحد المشايخ أو طلاب العلم الشرعي أو قد يكون صديقاً حميماً، اذهب إلى هؤلاء الذين كان لهم تأثير في حياتك واطلب الدعم والتوجيه الذي تحتاجه منهم.
7- تحدث مع صديقك أو زوجك: إن كثيراً من الآباء لا يتحدثون عن مشاعرهم المتعلقة بمشكلات أطفالهم، وقد يقلق أحد الزوجين من دون أن يحدث زوجة عن إحساسه، إن الزوج أو الزوجة أحد مصادر القوة التي يمكن أن تطلبها، و كلما كثر التفاهم في الأوقات الصعبة كهذه، كلما تعززت قوتكم الجماعية.
8- تحدث مع أسرة أخرى: ابحث عن عائلة لديها طفل مصاب بنفس المرض، وحاول الاتصال بها فقد تكسب بعض الخبرات منها، أوقد تجد بعض الراحة النفسية من محادثتهم، كما يمكن أن يساعدك الطبيب في الاتصال ببعض هذه العائلات.
9- ابحث عن المزيد من المعلومات: بعض الآباء في الحقيقة يبحثون عن (( أطنان من المعلومات)) وآخرون ليس لديهم الإصرار للبحث ولو عن القليل. ولكن الشيء المهم هو البحث عن المعلومة الدقيقة والصحيحة، و يجب ألاّ تستحي من أن تسأل. فالسؤال هو خطواتك الأولى لفهم ما يحدث لطفلك.
10- كن على صلة بالواقع: لكي تبقى على صلة بالواقع عليك قبول الحياة كما هي عليه، وأن هناك بعض الأشياء التي يمكننا تغييرها وأخرى ليس بمقدورنا تغييرها.
11- تذكر أن الوقت بجانبك: إن الوقت يشفي كثيراً من الجروح، وهذا ليس معناه أن الحياة ستكون سهلة مع تربية الأطفال ذوي الحاجات، ولكن من العدل القول بأنه مع مرور الوقت سيكون هناك الكثير مما يمكنك عمله للتخفيف من المشكلة، لذا حاول من تقليل تأثير الضغوط النفسية عليك خاصة في بداية اكتشاف المرض.
12- وأخيراً لا تنسى نفسك واهتم بها: ففي وقت الإجهاد قد ينسى الشخص نفسه، لذلك خذ نفساً من الراحة الكافية، وتغذ جيداً، وخصص وقتاً لنفسك اتصل بالآخرين من أجل المساعدة، وإذا لم تستطع الحصول على نوماً هادى لا تترد في طلب المساعدة من طبيبك.


No comments:

Post a Comment