Monday, September 12, 2011

إضطرآب الحركآت الإيقآعيه عند الأطفآل


وجد اضطراب معروف لدى المختصين في طب النوم وهو شائع جدا بين الأطفال ولكن الكثير من الناس لم يسمع به، مما يسبب قلقا لدى الأمهات و الآباء. يعرف هذا الاضطراب باضطراب الحركات الإيقاعية، ويظهر مع بداية النوم وأحيانا خلال النوم ويصيب الأطفال خاصة في عامهم الأول وهو اضطراب حميد يزول عادة مع تقدم الطفل في العمر. ويتميز الاضطراب بحركات نمطية متكررة تحدث في العضلات الكبيرة في الجسم تسبب حركات مميزة ومتكررة وبالذات عند الدخول في النوم، أي الدخول للمرحلة الأولى من النوم ومن هذه الحركات ضرب الرأس بالسرير، تحريك الرأس أو الجسم أو الأرجل بصورة منتظمة ومتكررة من جنب إلى آخر. وقد تستمر هذه العملية لمدة دقائق قصيرة أو قد تطول إلى نصف ساعة أو أكثر ولكنها في العادة تستمر لدقائق قليلة وتختفي من تقدم الطفل في مراحل النوم.
ويصيب الاضطراب حوالي 59% من الأطفال في سن تسعة أشهر وتقل النسبة إلى 33% في سن 18 شهرا وقد تصل إلى اقل من 5% عند سن الخامسة. أي أن الاضطراب يقل تدريجيا مع تقدم العمر حتى يختفي بمشيئة الله. وكون الاضطراب حميدا كما ذكرنا أعلاه فإننا كمختصين عادة لا نعده اضطرابا إلا إذا توفرت فيه ثلاثة شروط: 1. أن تسبب الحركات أذى للطفل، 2. أن يؤثر على نوم الطفل كأن يمنعه من النوم الجيد، 3. أن يؤثر على نشاط الطفل في النهار. وفي الغالب الأعظم من الحالات فإنه لا يوجد أي من هذه المشاكل لكون الاضطراب كما ذكرنا حميدا ويزول من زيادة العمق في النوم.
وقد أظهرت الدراسات سلامة الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب من أمراض الجهاز العصبي. ولكن في حالات معينة ومن باب أخذ الحيطة يقوم المختصون بإجراء اختبارات عصبية معينة للتأكد من عدم وجود اضطرابات أخرى. ومن الحالات التي تستدعي عمل فحوصات عصبية ودراسة للنوم، ظهور هذا الاضطراب للمرة الأولى بعد سن السادسة. في هذه الحالات يجب التأكد من عدم وجود صرع لأن الصرع قد يشبه في مظاهره أحيانا اضطراب الحركات الإيقاعية. كما أن اضطراب الحركات الإيقاعية يزداد عند الأطفال المصابين بالتوحد وقد يظهر عندهم خلال اليقظة وعند بداية النوم، و قد يستمر معهم لفترات طويلة. وفي العادة يتوقف الطفل المصاب باضطراب الحركات الإيقاعية عن هذه الحركات عندما يطلب ذلك منه ولكن المصاب بالصرع لا يتوقف ويستمر في القيام بالحركات النمطية المتكررة.
وهذا الاضطراب قد يزداد في عوائل أكثر من أخرى ولكن الباحثين لم يتوصلوا للجين المسئول عن ذلك حتى الآن. كما أنه يصيب الجنسين بنفس النسبة تقريبا.
ويتم التشخيص عادة بأخذ التاريخ المرضي من الوالدين والكشف على الطفل للتأكد من عدم وجود أي مشاكل صحية وخاصة عصبية. وكون الاضطراب حميدا في الغالبية العظمى من الأطفال فإن الطبيب عادة يطمئن الوالدين على أن المشكلة حميدة وستزول مع الوقت. ولكن هناك نصائح عامة أود توجيهها للوالدين اللذين يعاني طفلهما من هذا الاضطراب:
• تغطية جوانب السرير بغطاء واقٍ حتى لا يؤذي الطفل نفسه
• رفع حواجز السرير الجانبية حتى لا يقع الطفل.
• تجنيب الطفل السهر أو الإثارة قبل النوم.
• أظهرت بعض الأبحاث أن هذا الاضطراب يزداد عند الأطفال المصابين بالقلق ولكن لم يثبت أنه يؤثر على نفسية الطفل في المستقبل، لذلك ننصح بمداراة الطفل المصاب بهذا الاضطراب وتجنب ما يزيد قلقه.
وفي حال الاشتباه في اضطراب عصبي، فإن الطبيب قد يجري اختبارا ليليا للنوم للكشف على جودة نوم الطفل والتأكد من عدم وجود اضطرابات أخرى. كما أنه قد يتم إجراء فحص مستفيض لكهرباء المخ في حال شك الطبيب في وجود صرع عصبي أو زيادة في النشاط الكهربائي في المخ.
ولا أنصح في مثل هذا الاضطراب باستخدام أي عقاقير طبية إلا لا قدر الله في حال وجود صرع.
خلاصة القول ان اضطراب الحركات الإيقاعية عند الأطفال شائع جدا ولا يدعو للقلق ويزول مع تقدم العمر ولكن في حال استمرار الحالة أو تأثيرها على نوم الطفل فإني أنصح باستشارة المختص للاطمئنان.

No comments:

Post a Comment