Monday, September 12, 2011

عندما يشكو طفلك ألماً في جفونه .. ؟؟


قد يستيقظ طفلك يوماً وهو يفرك إحدى عينيه، أو كلتيهما، شاكياً ألماً في الجفنين، أو أحدهما، وتبدو عليه جلياً مظاهر الإنزعاج. فهل ينبغي القلق من ذلك؟ وماذا ينبغي عليك أن تفعلي؟
المشكلة: ظهرت حبة صغيرة في جفن طفلك، جعلته يفرك عينه بإستمرار، وهذا ما فاقم من المشكلة وزاد من ألمها ومن الرغبة في الحك. تعرفين أنّ السبب لا يمكن أن يكون وخزة بعوضة، إذ ليس ثمّة بعوض في المنزل، أقله في ذلك الموسم. ينزعج الطفل من الأمر، ويتورم جفنه قليلاً وتزيد رغبته في هرش عينه، ظناً منه أنّ الحك سيريحه. أنت أيضاً، ينتابك القلق، وتتألمين لرؤيته وقد احمرت عينه، أو ظهرت على جفنه علامات تورم، ولو بسيط. وأحياناً، يتطور الأمر إلى مرض الـ"سُلاق" (إلتهاب حافة الجفن، Blepharitis).
- ما العمل؟
في الواقع، تستوجب كل حالة من الحالات المذكورة علاجاً خاصاً بها:
1- عندما يصاب جفنه بتخرش: من أعراض ذلك، وجود ما يشبه القشرة على أهداب الطفل، واحمرار جفنيه نوعاً ما، وظهور تحبُّب عليهما (حبيبات ضئيلة على بشرة الجفنين). هذا هو إلتهاب الجفنين، الذي يسمّى "سُلاق"، مثلما ذكرنا. وهو يصيب بشكل خاص الأطفال الذين يعانون أصلاً مشكلات جلدية (مثل الأكزيما)، أو عندهم حسّاسية. وأسباب الـ"سلاق" قد تكون متعلقة بالبنية، أو تكون جرثومية، لكن لها في الغالب علاقة بوظيفة الغدد الدهنية الشعرية. ويعتبر الـ"سلاق" أكثر حالات إلتهاب العيون شيوعاً عند الأطفال.
في هذه الحالة: إذا كان طفلك قادراً على التحمل، ضعي صحناً من الماء المغلى واطلبي منه أن يحني رأسه فوقه. هكذا، يسهم بخار الماء الحار المتصاعد في إرخاء القشرة، بالتالي يمكنك رفعها بسهولة بالإستعانة بمضادة مبللة. وإن تلكأ طفلك في تقبل تلك الطريقة، إستخدمي ضمادة مبللة بماء دافئ لتنظيف أهدابه. لكن حذار: استعملي ضمادة جديدة لكل عين لتفادي نشر الجراثيم. بعد ذلك التنظيف، سواء مع إستخدام بخار الماء أم من دونه، دلكي جفنه أو جفنيه بمرهم طبي وصفه له الطبيب، أو الصيدلي، أو بزيت اللوز. وفي أغلب الأحيان، تكون تلك العناية كافية للقضاء على الـ"سُلاق".
قولي له: "سأنظف جفنيك، لا تخف، ولن تتألم. اغسل يديك جيِّداً حتى لا تنقل الجراثيم إلى عينيك". وإن سألك، اشرحي له ما هي الجراثيم بكلمات بسيطة.
2- عندما تظهر كرية صغيرة على جفنه: من المؤكد إذن أنّه مصاب بـ"البرد". والبرد إلتهاب هو عبارة عن ورم إلتهابي صغير في الجفن، ملتصق بالغضروف. ويسمّى البرد بالإنجليزية (Meibomian cyst). هذا الإلتهاب مرده إمتلاء إحدى الغدد الدهنية، ويظهر على شكل كريّة صغيرة تحت الجلد، غير مؤلمة في معظم الحالات.
في هذه الحالة: تصرفي قبل أن تتكيس الكريّة الصغيرة. ففي إنتظار إستشارة طبيب، قومي بمسح الجفن المصاب بمضادة مبللة بماء دافئ، ثمّ دلكيه بشيء من زيت اللوز، من أجل إزالة إنسداد الغدة الدهنية. على العموم، يصف طبيب العيون مرهماً يحتوي على هرمونات "كورتيكويد". وهذه هرمونات تفرزها عادة، بشكل طبيعي، غدد صغيرة إلى جانب غدتي "الكظر"، الواقعتين في أعلى الكليتين. ويفضي العلاج بهذه الوسيلة إلى القضاء على الإصابة بالبرد في ظرف 8 إلى 10 أيام. فإن بقيت الكرية الصغيرة، ينبغي على الطبيب إجراء عملية بسيطة، تنصب على حز الجفن بإبرة صغيرة خاصة، لكي يستخرج الغدة المصابة. ولا تتطلب العملية رقوداً في المستشفى، إنما تجرى في العيادة، ويخرج الطفل بعد مدة قليلة، لا تتجاوز 30 دقيقة. كما لا تستلزم أي تخدير عام (بنج)، إنما تخدير موضعي بسيط، وحسب.
قولي لطفلك: "يجب معالجة هذه الحبة الصغيرة تحت عينك، وإلا ستضايقك كثيراً ولمدة طويلة. كن صبوراً، ولن يؤذيك العلاج".
3- عندما تظهر حبة شحاذ العين، على حافة جفنه: لو تفحصت جفن طفلك، ترين حبة حمراء صغيرة على طرف الجفن، قريباً من جذور الأهداب. هذه الحبة، أو الكرية الصغيرة، حمراء اللون، وأحياناً تؤلم الطفل، على العكس من الحالتين السابقتين. وتسمى "شحّاذ العين" أو "شُعيرة" (لشبهها بحبة الشعير الصغيرة)، بالإنجليزية (Sty). ومردُّها نتانة (أو تلوث) في جُريب (أو جرابة) الهدب. وغالباً ما تحصل تلك النتابة بسبب تجمع مكوّرة عنقودية من الميكروبات.
في هذه الحالة: حذار من الضغط على التقيح (الخرّاج)، حتى وإن لحظت وجود صديد (قيح) متجمع في نقطة واحدة، قد تظنين أن تفجيره سيؤدي إلى القضاء عليه، بل اكتفي بإستشارة الطبيب، الذي يصف على العموم مرهماً يضم مضادات حيوية، تقومين بتدليكه على الجفن المصاب. في الأحوال كلها، تتضخم الشعيرة، أو شحاذ العين، لمدة 4 إلى 5 أيام، ثمّ تضمحل وتزول من تلقاء نفسها.
* شهادة أُم:
تبلغ سعاد (التي يناديها مقربوها بـ"أُم علي") 37 عاماً. ولها ثلاثة أطفال (بنت في الـ12، وولدان، في الـ10 و7 من العمر). تقول سعاد إن أولادها الثلاثة، عندما كانوا صغاراً، أصيبوا بالأكزيما (وهو مرض جلدي يسمى أيضاً الـ"نملة" أو الـ"قوباء")، بدرجات متفاوتة. إذ يبدو أنّ لهذا المرض، غير الخطير، أسباباً وراثية، حيث إنّه يصيب بعض العائلات أكثر من غيرها، لاسيّما أنّه مرتبط إرتباطاً وثيقاً بالحسّاسية.
وتشير إلى أن إصابة ابنها الأصغر، حكيم، كانت أقوى من البنت البكر، ليلى، والإبن الأكبر، علي: "رضيعاً في سن مبكرة جدّاً، كان حكيم يعاني الحكة وجفاف البشرة والحسّاسية، ثم تطوّر الأمر إلى أكزيما غطت كل جسمه تقريباً". وتضيف أنّه، في سن 4 سنوات، أصيب بالـ"سُلاق" (إلتهاب حافة الجفن). كيف تخلصت من الأمر؟ تجيب: "نصحني الطبيب بتنظيف عينيه وجفنيه بعد الحمّام، بهدف إزالة القشرة الجلدية المتساقطة، ثمّ تدليك الجفنين والوجنتين بزيت اللوز"، لافتة إلى أنّ ذلك العلاج أتاح لها تفادي إستخدام الأدوية والمراهم المحتوية على هرمونات الـ"كورتيكويد"، التي قد لا يطيقها بعض الأطفال، وتخلص أُم علي إلى القول: "الآن، في سن الـ7 سنوات، بات حكيم في صحة ممتازة، ولم يعد يعاني أي حسّاسية أو أمراض جلدية".

No comments:

Post a Comment