Monday, September 12, 2011

كيف تتأكدين من سلامة حواس طفلك..؟؟



عينا طفلك وأذناه وظهره :
معاناة الطفل في النظر إلى الأشياء، أو قصوره في السمع، أو إحساسه بوجع في ظهره، كلها عوامل قد تعوقه في الدراسة، ولاحقاً في الحياة عموماً. فكيف يمكنك كشف ما قد يعوق عمل عينيه أو أذنيه، أو يتسبّب في أوجاع في ظهره؟
العينان والأذنان هي من أهم أعضاء الجسم. عند الطفل، تحدد سلامتها القدرة على متابعة الدروس، وفهمها والتفاعل معها، بالتالي هي تحدِّد مستقبله الدراسي، ثم حياته المهنية والإجتماعية. وللظهر أيضاً دور بالغ الأهمية، تتوقف عليه قدرة الصغير على الإنصات والإنتباه. فطفل يعاني وجعاً في ظهره، حتى إنْ كان طفيفاً، يكون أقلّ قابلية للتركيز، بما أنّ المعاناة الخفيّة تحول دون تمكّنه من المتابعة بشكل سليم، وتؤثِّر فيه نفسياً بشكل لا شعوري، بحيث تُنفِّره تدريجياً من المدرسة. ففي لاوعيه، تختلط صورة الصف الدراسي بصورة الألم، فتجعله يتهرّب من الدروس، أو تُولِّد عنده إحساساً بأنّ حضور الحصص هو نوع من القصاص.
لكن، مع الصغار، تكمن المعضِلة في أنّهم غير قادرين على تشخيص أمراضهم بأنفسهم، حتى وإن أدرك بعضهم قسماً من أعراضها، فمن العسير عليه التعبير عنها، أو ألّا يَأبَه بذلك. إذ إنّه قد يعدُّه طبيعياً، بما أنه ينشأ مع تلك الحالة. وعليه، ينبغي على الوالدين تَوخِّي الحَذَر، والسعي إلى كشف أي حالات قصور في وظائف العينين والأذنين، أو أي حالات غير سليمة في ما يخصُّ وضعية ظهر طفلهما.
يمكن الإستعانة بالمعلومات الآتية من أجل كشف أي قصور:
1- ما ينبغي الإنتباه إليه بالنسبة إلى النظر:
ثَمَّة مؤشرات قد تتيح تشخيص قصور ما في حاسة النظر عند طفلك، والتصرُّف تَبعاً لذلك. ومنها:
* أن يقترب طفلك كثيراً من التلفزيون للتفرُّج على البرامج.
- أن يبتعد كثيراً عن التلفزيون للتفرُّج على البرامج.
* تُلاحظين، أنه عندما يكتب طفلك أو يرسم، ينكبُّ انكباباً زائداً على اللزوم فوق ورقة الرسم أو الكتابة، ويبدو كأنه ينام على المنضدة.
* غالباً ما يفرك طفلك عينيه، حتى بعد أن تُكرري دعوتك له إلى عدم فرك عينيه مراراً.
* يشكو طفلك كثيراً من صداع أو أوجاع في الرأس.
* تكون عينَا طفلك محمرّتين.
- ماذا تعني تلك المؤشرات؟
تلك الحالات قد تشير إلى بعض أنواع القصور البصري عند الطفل، أو إلى إصابته بمرض ما من أمراض العيون، مثلاً:
* الحسور (قِصَر النّظر)، أي أنه لا يرى الأشياء جيداً إلّا من قريب، ويعاني تمييزها من بعيد.
* الـ"لانقطية" أو الـ"لابؤريّة" (وهو قصور بصري يُسمّى أيضاً "حَرَج النّظر"، و"تَحدُّب النظر").
* إمداد النظر (على عكس قِصَر النظر، يرى الأشياء جيداً من بعيد، إنما يعاني النظر من قريب).
- ما العمل؟
إذا لاحظت، عند طفلك، إحدى الحالات الموصوفة أعلاه (الإقتراب الزائد من جهاز التلفزيون، أو الإبتعاد فيه، أو الإنكباب على الورقة حين يرسم أو يكتب.. إلخ)، فمن الضروري اصطحابه لاستشارة طبيب عيون. ففي حَوزَة المتخصِّصين في العيون، لاسيّما في السنوات الأخيرة، وسائل فحص مكفية لكي تُناسب الأطفال الصغار. وهذه تتيح تحديد القُصور تحديداً دقيقاً. وبحسب النتائج، يَعمَد الطبيب إلى إختيار التقويم المناسب، أو العلاج اللازم، أو أي وسيلة تتيح تَلافي القصور. هكذا، يُقرِّر مثلاً وصف نظارات للطفل، أو إجراء جلسات لدى أحد المتخصصين في تقويم عيوب البصر.
2- ما ينبغي الإنتباه إليه في ما يتعلق بالسمع:
ثَمّة مؤشرات قد تتيح تشخيص القصور في حاسة السمع عند الطفل، وتُعين على تحديد درجة سلامة أذنيه، والتصرّف تبعاً لذلك، ومنها:
* تَجدين أنّك مضطرة في كثير من الأحيان إلى تكرار ما قلته له تَوّاً.
* لا يتجاوب الطفل بسرعة مع التغيُّرات الصوتية المنزلية المفاجئة (مثلاً حين يُقرع جرس باب البيت، أو يرنّ الهاتف، أو يُشغل جهاز التلفزيون، وما إلى ذلك).
* يطلب الطفل رفع صوت التلفزيون، في وقت يبدو فيه أفراد العائلة الآخرون مكتفين بدرجة الصوت.
* في المدرسة، أو الروضة، يعاني صعوبة في فهم الدروس.
- ماذا تعني تلك المؤشرات؟
* قد تشير تلك الحالات إلى بعض أنواع القصور السّمعي عند الطفل، أو إلى إصابته بمرض ما من أمراض الأذن، مثلاً:
* "التهاب الأذن المصْلي" (ينتج عنه سائل داخلي شبيه بالمصل)، وربما لم يُكشَف عن هذه الإصابة في وقتها، مثلاً عندما كان الطفل رضيعاً، لأنها كانت طفيفة، لكنها تطوّرت نوعاً ما.
* انسداد الأذن بسبب طبقة من الـ"صملاخ"، أو "أف الأذن" (المسمّى أيضاً "شمع الأذن"). فهذه المادة، الموجودة في الأذن الخارجية، يمكن أن تنتقل إلى الأذن الوسطى أو الداخلية، ما يتسبّب في انسدادها. ويمكن أن يُزيلها الطبيب بجهاز "بخ" أو بمبضع خاص.
- ما العمل؟
يجب، من دون أي تأخير، اصطحاب الطفل إلى طبيب متخصص في الأذن والأنف والحنجرة (ما يلخص بمختصر "E.N.T" بالإنجليزية، و"O.R.L" بالفرنسية). فالطبيب المتخصص، عادة يُجري فحصاً للأذنين، ويقيس قوة السمع، مستعيناً بتقنيات قياس دقيقة، تتيح له تقويم القصور، أو تشخيص المرض إن وُجد، وتحديد العلاج اللازم. وفي حال الإصابة "بالتهاب الأذن المَصلي"، قد يلجأ إلى وضع أنبوبين رفيعين ضئيلين جداً (أصغر من الإبرة)، من أجل تفريغ المادة المسبِّبة للإلتهاب، ومُوازنة الضغط بين جانبي طبلة الأذن. ومع تلك التقنية، تتحسّن القدرة على السمع بشكل كبير.
3- ما ينبغي الإنتباه إليه في ما يتعلق بظهر الطفل:
ثَمّة مُؤشّرات قد تتيح تشخيص بعض الحالات غير السليمة في ما يتعلق بجلوس الطفل، بالتالي وضع ظهره الصحي، والتصرُّف تبعاً لذلك. فسلامة ظهر الطفل أساسية في أدائه المدرسي، وهي بذلك تنعكس على مستقبله المهني والإجتماعي، تماماً مثل البصر والسمع. كما ينبغي معرفة أنّ ثقل الحقيبة المدرسية يشكل أهم أسباب تقوُّس الظهر، وتحدّبه، وهذا ما يؤدي إلى أوجاع كثيرة، تَعوق الطفل في حياته اليومية. ومن الحالات، التي ينبغي أن تثير انتباه الوالدين، كإشارات على عدم سلامة ظهر طفلهما:
* أن يجلس الطفل جلسة غير سليمة في الصف، وأمام جهاز "الكمبيوتر". أو أن يجلس جلسة مُريبة، غير مطابقة لشروط صحة الظهر والعمود الفقري.
* أن يعاني في حمل حقيبته المدرسية، إذ ينبغي ألّا يتعدَّى وزن الحقيبة عُشر وزن الطفل مثلاً: 4 كيلوغرامات لطفل في وزن 40 كيلوغراماً.
* ألّا يُمارس الطفل نشاطاً رياضياً، أو يتهرَّب من دروس التربية البَدنية، ويُعاني خلالها، أو يمارس أنشطة غير مكيّفة لطبيعة جسمه.
- ماذا تعني تلك المؤشرات؟
قد يكون الطفل مُصاباً بحالة من حالات التشوّه في العمود الفقري، أو اعوجاج في الظهر، أو أي قصور عضلي أو عظمي، من شأنه إعاقته في متابعة الدروس. فالتألُّم أثناء متابعة الحصص، يشكِّل أحد عوامل الإخفاق الدراسي. ولا يندر أن يعاني الطفل مثل تلك الحالات، إنما من غير أن يكون قادراً على التعبير عنها، فلا يشكو منها أصلاً، بما أنه غير مُدرك طبيعتها غير الحميدة.
- ما العمل؟
إذا لاحظتِ إحدى تلك الحالات، فحريٌّ بك اصطحاب الطفل إلى طبيب متخصص في أمراض الطفولة. فالطبيب المتخصص، وحده، قادر على فحص العمود الفقري فحصاً علمياً دقيقاً، من شأنه تشخيص أي تشوّه مُحتَمَل، مثلاً: "الجَنَف"، أو الزور (أي إلتواء العمود الفقري). وتَبعاً لذلك، في إمكانه تحديد ما ينبغي عمله، لاسيما جلسات تقويم عبر التدليك الطبي.
عموماً، دعي طفلك ينام على فراش صلب، وإختاري له كرسي منضدة قابلاً للتكييف (رفعاً وخفضاً، وإلى وراء وأمام)، بحيث يؤمّن جلسة منتصبة سليمة، تتيح أيضاً مواجهة شاشة "الكمبيوتر"، بحيث يكون وسطها في مستوى نظره (وهذا إذا كان يستخدم جهاز "كمبيوتر" طبعاً).
من جهة أخرى حاولي، قدر الإمكان، جعله يستخدم حقيبة مدرسية مُزوّدة بعجلات صغيرة، لكي يسحبها وراءه من دون أن يحملها على ظهره. وإن لم يتسنّ ذلك، فمن الأفضل أن يحمل طفلك حقيبة خفيفة، مناسبة لسنّه ووزنه، وبأشرطة عريضة، عليك تقصيرها أو إطالتها بشكل دقيق، يتيح أكبر قد من الراحة للطفل.

No comments:

Post a Comment