Monday, September 12, 2011

أدوية الأطفال وخطورة الجرعات الزائدة


يشعر عدد كبير من الأهالي، لاسيما الجدد منهم، بالخوف لدى إعطاء طفلهم الدواء، ربما من آثاره الجانبية، أو جهلاً بمحتوياته وبالفائدة منه. إذا كنت تعانين المشكلة ذاتها، حاولي التذكر بأن الدواء يساعد طفلك على الشفاء. إليك الدليل حول كيفية إعطاء الدواء بأمان.

الانتباه أمر ضروري عند إعطاء الطفل الدواء، فالأدوية ممكن أن يكون تأثيرها قوياً وخطيراً في صحة الصغير، لذا عليك إعطاؤه الدواء المناسب وبالجرعة الصحيحة وللمدة المحددة من قبل الطبيب. في حال أعطي الطفل الدواء بشكل غير صحيح، فإنه في أحسن الحالات لن يؤثر فيه، وفي أسوأ الحالات سيشكل خطراً على صحته. قبل أخذ وصفة الدواء من الطبيب أو قبل شراء دواء من الصيدلية، احرصي على الحصول على كل المعلومات المتعلقة بالدواء، لا تخجلي من طرح أي سؤال. في المقابل من واجب الصيدلاني أو الطبيب ان يطلعك على الأمور التالية:

- ماهية الدواء وسبب استخدامه أو فائدته.
- كيفية تفاعله مع أدوية أُخرى يتناولها طفلك. إذ كثيراً ما تبطل بعض الأدوية فاعلية أدوية أخرى، في حال تناولها في الوقت ذاته، أو تُحدث آثاراً جانبية خطيرة.

- مدة العلاج والجرعات المناسبة لطفلك.
- كيفية التصرف عندما تنسين إعطاءه إحدى الجرعات.
- الآثار الجانبية للدواء إذا كان له أي آثار.
- موعد بدء ظهور مفعول الدواء.

* الجرعات
استخدمي دوماً أدوات قياس الجرعات المناسبة لدى إعطاء الدواء. إياك الاستعانة بملعقة الطعام لإعطائه جرعة الدواء بواسطتها: فملعقة صغيرة واحدة قد تكون جرعتها مضاعفة قياساً إلى الملعقة التي تأتي مع الدواء، وهذا يعني أن طفلك لن يحصل على الجرعة الصحيحة. لتفادي حصول أي لغط في قياس الجرعات، جربي الأمور التالية:

- أكواب المقاييس الصغيرة: إنها مناسبة للأطفال الذين يستطيعون شرب الماء من الكوب. ضعي هذا الكوب المرقم على سطح سوي ثم اجعلي عينيك في مستوى الكوب، واسكبي الدواء السائل فيه وفق الجرعة المحددة.

- الملاعق الطبية: استخدمي ملعقة طبية بدلاً من ملعقة طعام صغيرة، لضمان حصول طفلك على الجرعة الصحيحة. إذا كنتِ تستخدمين الملعقة الطبية لطفل تحت سن الستة شهور، من الضروري أن تعقميها عن طريق غليها بالماء أو وضعها في محلول تعقيم.

- حقن الفم: هذه الحقن مناسبة للأطفال الذين لا يزالون يرضعون وغير معتادين على البلع أو الأكل من الملعقة.
* فهم الأدوية الشائعة وكيفية استخدامها
إن عدد الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب وتلك التي تباع من دون وصفة، ممكن أن يصيب الإنسان بالحيرة. إذا ساورتك الشكوك حيال أحد أنواعها لا تترددي في سؤال الطبيب عنه.

* مسكنات الألم
تأتي هذه الأدوية تحت مسميات عدة، لكن أكثر نوعين شائعين يوصفان للأطفال، هما الباراسيتامول والإيبوبروفين:
- باراسيتامول الأطفال: يتوافر هذا النوع على شكل سائل وأقراص عادية، وأقراص ممكن أن تذوب في الماء وتحاميل. تتوافر أغلبيتها في الصيدلية ويمكن العثور عليها في السوبرماركت أيضاً.

- الإيبوبروفين: ينتمي هذا الدواء إلى مجموعة الأدوية غير السيتروثيدية والمضادة للالتهابات. لدى وصفه بجرعات منخفضة، فبهدف تخفيف الألم، في حين أن زيادة الجرعة تهدف إلى تخفيف الالتهابات والتورم والاحمرار إضافة إلى تخفيض الحرارة.

* آلية عمل المسكنات
عندما يشعر طفلك بالألم نتيجة إصابته بالتهاب الأذن، فإن جسمه ينتج مواد كيميائية تكافح البكتيريا أو الفيروس المسبب للمرض. هذه المواد تُحدث التهاباً في المناطق المصابة فيحدث تورم وألم. هنا يأتي عمل الإيبوبروفين، إذ يقوم بمنع الجسم من إفراز هذه المواد الكيميائية المسببة للألم والالتهاب. في حين أن الباراسيتامول يعمل على منع المواد الكيميائية من بعث رسائل الألم، ما يؤدي إلى زوال الألم. تجدر الإشارة هنا إلى أن المسكنات لن تمنع جسم طفلك من مكافحة الالتهاب، كما أنها لن تسرع عملية شفائه، إلّا أنها قد تجعله أكثر ارتياحاً.

* الآثار الجانبية
يتقيأ بعض الأطفال أو يشعرون بالغثيان أو بمغص في البطن بعد تناولهم الدواء المسكن للألم، لكن هذه الأعراض غالباً ما تكون بسيطة. إذا كان طفلك يعاني أي آثار جانبية لدى الدواء، يمكنك أن تخففي منها، من خلال إعطائه الدواء مباشرة بعد تناوله الطعام أو أثناء ذلك.

إذا كان طفلك يتناول الباراستامول فلا تعطيه أي دواء آخر يحتوي على مادة الباراستامول أيضاً، مثل أدوية السعال، لأن ذلك ممكن أن يؤدي إلى تناوله جرعة زائدة، وهذا يسبب له تلفاً في الكبد والكليتين وممكن أن يؤدي إلى فشل الأعضاء. لذا لا تتخطى الجرعة المحددة لسنه.

- المضادات الحيوية: ثمة نوعان من الجراثيم التي تسبب المرض لطفلك، وهما البكتيريا والفيروسات ولكل منهما طريقته في إحداث المرض.

- البكتيريا: هي كائنات حية تكون موجودة في كل مكان وأغلبية أنواعها لا تسبب أي أذى. في الواقع، بعض هذه البكتيريا يعتبر مفيداً للإنسان. كل واحد منا يملك مجموعة من البكتيريا الصديقة في الأمعاء تساعده على هضم الطعام مثلاً.

- لكن بعض البكتيريا يعتبر ضارة ويسبب المرض، من خلال اجتياحها الجسم البشري وتكاثرها وتدخلها في وظائف الجسم العادية. المضادات الحيوية تعد فعالة ضد البكتيريا، فهذا الدواء يقتل هذه الكائنات الحية من خلال وقف نموها وتكاثرها.

- الفيروسات: يتولى نظام المناعة مكافحة البعض منها قبل تسببها في أي مرض، لكن ثمة فيروسات تواظب على تأدية عملها، مثل فيروس الرشح الذي يأخذ مداه. والفيروسات لا تتجاوب مع المضادات الحيوية، والاستخدام المتكرر لها يخلق مجموعة من البكتيريا المقاومة، ما يستدعي تناول نوع أقوى من المضادات أو أخذ جرعات أقوى. للتخفيف من خطر تطوير البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية،
اتّبعي النصائح التالية:

- ثقي بالطبيب إذا قال لك إن المضادات الحيوية لن تشفي صغيرك. فالسعال والرشح مثلاً غالباً ما تسببهما الفيروسات، وهذا يعني أن المضاد الحيوي لن يسرع شفاءه. اتركي الأمراض البسيطة التي تسببها الفيروسات تأخذ مداها، لتفادي معاناة طفلك مشكلة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.
- إباك أن تعطي طفلك دواء موصفاً لشخص آخر.
- اتبعي التعليمات الطبية لدى استخدام المضادات الحيوية.
- لا تحتفظي بالمضاد الحيوي لاستخدام لاحق، بل تخلصي منه فور انتهاء العلاج.
- التزمي دوماً بإنهاء مدة العلاج. تظهر نتيجة المضادات الحيوية بعد أن ينهي الطفل علاجه بالكامل مع أخذ الجرعة الصحيحة.

غالباً ما يكون للمضادات الحيوية آثار جانبية من بينها الإسهال والشعور بالغثيان، كما أنها قد تحفظ الإصابة بالتهاب فطري مثل طفح في الفم أو المهبل عند الفتيات. إذا عانى طفلك هذه الآثار الجانبية استشيري طبيبك كي يغير الوصفة الدوائية.

No comments:

Post a Comment